أعلنت نقابة محرّري الصحافة اللبنانيّة أنه "فجعت الأسرة الصحافيّة اللبنانيّة والعربيّة برحيل الزميل سمير السعداوي، في لندن بعد صراع قاسٍ مع المرضى الذي لم يمهله طويلًا. وقد نعته النقابة عصر اليوم"، مشيرةً الى أن "الزميل السعداوي، صحافي محترف وهو ابن الصحافي زهير السعداوي، عُرف بموضوعيته وهدوئه وتواضعه وإخلاصه لعمله ومحبّته لزملائه وأصدقائه. تميّز بشهامته وكِبَر نفسه وعلو همّته وغيرته على المهنة والعاملين فيها والتزامه الصادق بنقابة المحرّرين".
وفي بيان لها، أوضحت النقابة أن "الفترة الأكبر من حياته الصحافيّة أمضاها في صحيفتي الحياة والشرق الأوسط، في العاصمة البريطانيّة، ودول الخليج ووطنه الأم لبنان، الذي أحبّه حبًا لا وصف له، وأوصى في يوارى الثرى في ترابه المقدّسة".
وأشار نقيب محرّري الصحافة اللبنانيّة جوزيف القصيفي الى أنه "لقد كان لنبأ رحيل الصديق والزميل ورفيق الدرب المهني، وقع الصاعقة، لأنه غاب عنّا وعن محبّيه فجأة ومن دون إيذان، وأنفذ المرض الخبيث، حكمه، فيه سريعًا ولم يعطه فرصة مقاومته، وهو الفارس الشجاع، والرجل الصلب المؤمن برّبه ووطنه ورسالته الصحافيّة التي جعلها في خدمة الحقّ والحقيقة، فلم يجنِ منها ثروة ولا توسّلها سبيلًا، لوجاهة. أكل خبزه بعرق قلمه، وكان يتقي الله الذي يجد له مخرجًا، عندما تسدّ في وجهه الآفاق ويعبس القدر.
ما كان يحبّ الطواف من بلد من بلد إلى بلد، لكن ظروف المهنة ومشاقها، وسعيه إلى لقمة العيش، يجنيها بكرامة من دون إرتهان، حملته إلى سندباديّة ما رغب فيها يومًا على ما أسرّ لي، غير مرة".
ولفت القصيفي الى أنه "كان مثقفًا، واسع الإطلاع، مهذبًا، أنيقًا،ودودًا. سعى دائمًا إلى الخير والوفاق، جاذب الإطلالة، متفانٍ في سبيل الآخر. إجتمعت فيه كلّ مواصفات الإنسان، الإنسان. وها هو يعود إلى وطن الأرز ملفوفًا بالكفن ليُدفن في جوار من سبقه من أهل وأحبّاء"، مشيراً الى "انني أبكيك أيها الصديق والزميل، كما يبكيك كلّ زملائك في نقابة المحرّرين، وأبكي فيك الوفاء، ودماثة الخلق، وصدق الإلتزام، معزيًا عائلتك وأسرة"الشرق الأوسط" وكلّ الزملاء الذين أحزنهم رحيلك وفاجأهم، سائلًا الله، أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته وأن يكرّم مثواك صحبة الصالحين من عباده".